أعلن عميل المخابرات الأميركية إدوارد سنودن الذي هرب إلى روسيا بعد أن سلط الضوء على برامج حكومية سرية ضخمة للتجسس الإلكتروني حول العالم، شروط عودته إلى الوطن والمثول أمام المحكمة، مشيراً إلى أنه "لم يكن خياري أن أكون هنا، وهذا ما ينساه الناس ولم يكن خياري أن أعيش في روسيا".
وشدد على أن "الحكومة الأميركية ألغت جواز سفره"، مشيرا إلى أنه "طلب اللجوء في 27 دولة منها ألمانيا وبولندا، لكنها رفضت الطلب خوفا من معاقبتها من قبل الولايات المتحدة، خلافا لروسيا".
واعترف بأن "المخابرات الروسية عرضت عليه التعاون حينما كان عالقا داخل منطقة الترانزيت في مطار شيريميتييفو الدولي قرب موسكو، قادما من هونغ كونغ وقاصدا الإكوادور"، مؤكداً "رفض كل الاقتراحات الروسية بهذا الخصوص"، مشيراً إلى أنه "لو دخلت اللعبة لكنت غادرت المطار في اليوم الأول على متن سيارة ليموزين، وعشت في قصر وكنتم سترون كيف ينظمون الروس عروضا في الساحة الحمراء لتكريمي".
وأضاف أنه "عطل، قبل مغادرة هونغ كونغ إلى روسيا، جميع منافذ ومسارات الوصول إلى المعلومات السرية المكشوفة والتي كانت متاحة له سابقا، لأنه لم يعرف ما الذي سيحصل له مستقبلا"، مشيراً إلى انه سيعود إلى الولايات المتحدة حال ستكون محاكمته عادلة ومنصفة وعن طريق هيئة المحلفين وأن تتاح له إمكانية شرح سبب تسريبه المعلومات الاستخباراتية السرية لوسائل الإعلام، وأن تتوفر للمحلفين إمكانية الوصول إلى الوثائق التي سربها كي يتمكنوا من تقدير الدوافع وما إذا كان تصرف بطريقة صحيحة.
وشدد سنودن على أنه لن يعود إلى أميركا فقط من أجل الاستماع إلى الحكم الصادر بحقه، لأن ذلك سيشكل مثالا سلبيا لمن قد يقع في حالة مشابهة لتلك التي واجهها، محذراً من أن "الحكومات تواصل جمع البيانات الشخصية للمواطنين بشكل مستمر، بما في ذلك بواسطة مختلف الأجهزة المنزلية الذكية مثل الثلاجات والمواقد"، مشيرا إلى أن "الجهات المنتجة لها تتحكم بها وليس المشترون والمالكون".